> مقالات > أبرهة.. ومجرى القدر

أبرهة.. ومجرى القدر

كثير من الأحيان تسير الأقدار بخط يصعب فهمه أو استيعابه.. وقد تنتهي الأحداث بصورة غير متوقعة إطلاقاً.. بل أحياناً تصير إلى عكس ما كان يُنتَظَر، كأنما هذه النتائج تقولُ لكَ أنّ هناك معطيات لكل حدث لا تراها بعينك ولا تُدركها بعقلك، ولكنها يقيناً تلعب دوراً في قلبِ مجرى الأمور.. لتحقق غاية ما..

انطلق أبرهة بجيشه إلى مكة عازماً على هدم الكعبة.. وقد حشد في ذلك الجيش الرجال والسلاح والفيلة..
وما أن وصل إلى هدفه حتى فرّ أهلُها إلى كهوفِ الجبال في حالةِ رعبٍ وترقب..
فأيقن في تلك اللحظة أنّ سُبل الوصول لغايته أيسرَ مما كان يتوقع.. وهدمُ الكعبة بات وشيكاً…

لم تكدْ نشوةُ ذلك الأمر تنتهي في نفسه حتى سَمع صرخةً في السماء تعلوه.. وكانت المفاجئة..
سِربٌ تلو سرب.. من الطيور.. أمطرتْ عليه وعلى جيشه حجاراً أبادتهم في لحظة..

وأصبح الحدث الذي من المفترض أن يُدمّر مكة هو نفسه الذي جعلها حديث المجالسِ في كافة الأمم حول الأرض..
يا ترى.. لمَ حدث كل هذا؟
هل المقصود مكة بعينها؟
أم حدثَ ما حدث ليسلّط الضوء على ما هو أعظم؟

الجواب لم يكن في تتمة القصة.. فبعد مرور خمسين يوم على تلك الأعجوبة ولد إنسان سطّر التاريخ وغيّر مجرى الزمن..

ولد محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم).

 

أ. نهى العمري