> مقالات > أهلاً بمن عاتبني فيه ربي!

أهلاً بمن عاتبني فيه ربي!

بناء فكرة جديدة ونشرها في المجتمع يتطلب جهود عالية وتضحيات عظيمة..
وعلى قدر الإيمان بتلك الفكرة أو القضية يكون التحرك الدؤوب من أجل إحيائها في الناس.
وكثيراً ما يتبادر إلى الأذهان أن خير من يقوم على عاتقه هذا الأمر هم علية القوم ذو النفوذ والسلطان.. ذو السيولة المادية العالية..
كي يتم الدعم المستمر الذي يضمن استمرارية البناء..
فنحرص بشدة على كسبهم إلى صفنا كي يتبنوا القضية ولعلهم يؤمنوا بها فيدعموها فنكسب جولة في تلك المعركة الشرسة.

هذا الكلام صحيح إلى حد ما!!
ففي زحمة الأحداث.. بين المد والجزر.. تارة تتقدم الأمور وتارة تتعقد..
قد يغيب عن أذهان الجميع عظم دور عامة الناس وضعفاء القوم..
الفئة التي لا تتمَتع بحالة اجتماعية عالية أو مادية كبيرة أو درجة علمية متفوقة..
هؤلاء عامة الناس كل منهم لا يقل أهمية دوره عن نظيره من علية القوم..
شرط أن القضية قد تشرّبت في خلاياه حتى وصلت النخاع.

التفت الوليد بن المغيرة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأله ويتحدث معه عن هذه الدعوة الجديدة..
والصورة توحي لأول وهلة أن لعله سيؤمن بها وينصرها وفي هذا نقلة نوعية لصالحها..
فأقبل رجل بسيط ضرير غير معروف..
وقال: اقرئني القرآن يا رسول الله!
فعبس وتولى عنه ملتفتاً للوليد طمعاً في إسلامه..
فنزل القرآن معاتباً لرسول الله ومعلما لنا..
فبعدها ما رآه رسول الله إلا رحب به قائلاً: أهلاً بمن عاتبني فيه ربي!

 

أ. نهى العمري