> مقالات > أنا رجلٌ لبيب!

أنا رجلٌ لبيب!

كيف ممكن لدوي إشاعة يؤثر في وجهة نظر إنسان أو يؤثر في قراره وأفعاله؟
هل بعض قراراتك الباعث لها مرتبط إرتباط كبير بما تسمع وتشاهد مما يدور حولك؟

لعلك تقول لا.. فأنا حر الفكر لا يقيدني رأي أو توجه!
ولكن.. لعلك تتعرض لدوي إشاعة (وليس إشاعة) بل دوي إشاعة ذات توجه خاص ولطرح فكرة معينة، تدفعك إلى صفِّها دون أن تنتبه.
فمربط الفرس هو: دون أن تنتبه!

وصل طفيل الدوسي -رجل من سادة أهل اليمن- إلى مكة زائراً، فاستقبله أشراف مكة بالترحيب والتنبيه.
استقبلوه بتحذير صارخ، أن ثمّة في مكة رجل ساحر.. انتبه يا طفيل من أن تقع تحت تأثير سحره فيُضيعك، ويفسد عليك حياتك.
يقول طفيل: فما زالوا بي حتى من خوفي وضعت القطن في أذني مخافة أن أسمع سحراً!
ثم اتجهت أطوف بالبيت.. فرأيته، واقفاً يتلو كلاماً لا أعرفه فأخذت أطوف وأقترب منه وأنا قلق أن يصل إلى مسامعي كلامه.
وفجأة..
قلتُ: ويحي بلغ بي الخوف حتى وضعت القطن في أذني؟! أنا رجلٌ لبيب!! أعرف الحق من الباطل!!
فنزعتُ القطن، وسمعت ما يقول، فما لبثتُ حتى قلتُ أشهد أنك رسول الله!

 

أ. نهى العمري