> مقالات > أين تنزل غدًا؟

أين تنزل غدًا؟

رمضان السنة الثامنة من الهجرة، يوم عظيم. كفاح يجني ثماره أخيراً.. فتح مكة!

قدم فيه الكثير أغلى ما عندهم، منهم من قدم نفسه ومنهم من قدم داره ومعظمهم قدم ماله.
يوم عظيم.. تشهد فيه مكّة راية لا إله إلا الله! تشهد فيه مكة دخول كتائب الصحابة في أبهى مسيرة يتقدمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يوم عظيم.. يحمل معه ذكريات، بعضها مؤلم وبعضها حزين. من أيامٍ صعبة لقي فيها النبي أذى وتكذيب، وفقد فيها عزيز وقريب. ذكريات لكل من ساهم ولكل من شارك ولكن مات ولم يشهد هذا الفتح المبين.

سيمكث فيها خمسة عشر يوماً.. فسأله أنس ـ رضي الله عنه ـ :
أين تنزل غداً يا رسول الله؟

سؤال بديهي؛ أكيد في بيته.. في بيت خديجة ـ رضي الله عنها.

فقال: انصبوا لي خيمة في أطراف مكة في الحجون عند قبر خديجة!
رفيقة عمره وحبيبة قلبه.. كان يأوي إليها حزين القلب مجروح الجسد فتمسح جراحه وترفع عنه حزنه..
فنزوله عند قبرها كأنه يريد أن تشاركه فرحه كما كانت تشاركه حزنه وصبره الأليم.

 

أ. نهى العمري