> مقالات > مرحبًا بابنتي

مرحبًا بابنتي

كانت أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم..
في مشيته.. وقيامه.. وقعوده.. وحديثه.
وليس الغريب حبّه -صلى الله عليه وسلم- لابنته فاطمة -رضي الله عنها- وعاطفته الجياشة تجاهُها..
ولكن الجميل بل قمة الجمال والرقي كيف كان يعبر عن ذلك الحب وتلك العاطفة..

ما من يوم أقبلت عليه في مجلسه إلا استقبلها فاتحاً ذراعيه قد تهلل وجهه وعلا عينيه البهجة والسرور برؤيتها..
فما يلبث حتى يقف ويمشي إليها فيقبلها بين عينيها وعلى يديها ويضمها إلى صدره الحنون المحب قائلاً: مرحباً بابنتي!!

هل مفهوم الحب اختلف؟؟ هل أصبح من العيب على الأب أن يعبر لأولاده عن حبه؟؟ أن يضمهم؟ أن يقبلهم؟ أن يرحب بهم؟
هل هو مفهوم الرجولة الذي يجعل الأب جلفاً خشناً جافاً؟
فإن عوتب.. رد أنه طبعاً يحبهم!!! والدليل كم يبذل من جهد ووقت يعمل ويكد كي يوفر لهم متطلبات الحياة!

الحب والعطاء يبدأ بشعور داخلي يملأ القلب ثم يتدفق في العروق ثم يخرج كلمات لطيفة كقطرات الندى..
ونظرات حنونة وتعامل راقي يقطر احتراماً وأدباً مع فلذة الكبد.

 

أ. نهى العمري