> مقالات > أرنا آية…

أرنا آية…

كيف توضح الواضح؟ هناك من الناس من لا يعرف إلا المراء والجدال..
يصعب عليه الدخول في حوار من باب تبادل المعرفة أو الوصول إلى الصواب..
همه فقط مخالفة الآخر.. على حساب الحق طبعاً.. لأن احتمالية صحة ما عند الآخر عالية..
وبجداله قد أضاع على نفسه الاستنارة بذلك الخير..

ولم كل هذا؟ وما الدافع الذي يحث المماري على موقفه؟
أهو الغباء؟ أم الجهل؟ أو ببساطة الكبر وحب الذات؟
بصرف النظر عن الدافع والسبب.. فالنتيجة سوداء مظلمة عليه وعلى من يتبعه..

يقول الإمام الشافعي: ما حاورت عالماً إلا غلبته.. وما حاورت جاهلاً إلا غلبني!

فلعل المصائب كلها مردها الجهل.. فهو يجهل خطورة رفض ما عند الآخر وخطورة وضع المعوقات والسدود أمامه..
فمهما طُرِحت عليه فكرة من أي زاوية.. ستبوء المحاولة بالفشل.. ويبرح المماري غارقاً في جهله.

أبت قريش واستعصت على قبول دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-..
وقد استنفذ كل ما عنده من الأدلة والبراهيين على صدق ما عنده وصوابه..
ووصل بهم العناد والجدال إلى أقصى حد.. فقالوا: أرنا آية!
فانشق القمر.. ورأوه فلقتين بين الجبل.. فما لبثوا حتى قالوا: سحرنا محمد!!

 

أ. نهى العمري