> مقالات > تلذذ عبادة ينسيه الألم؟

تلذذ عبادة ينسيه الألم؟

وقف عبّاد بن بشر (رضي الله عنه) يحرس معسكر المسلمين وهم نيام.. فقرر أن ينير ليلته بركعتين لله..
فبينما هو في صلاته إذ بسهم يخترق صدره من عدو يترصده من بعيد..
فأخرج السهم وأكمل الصلاة.. ثم أصابه آخر.. فأخرجه وأكمل الصلاة.. وفي الثالث أيقظ عمّار بن ياسر..
فاندهش عمّار مما رأى وقال: يا عبّاد! ما هذا؟ لِمَ لَمْ توقظني؟
فقال: كنت في سورة ما وددت أن أقطعها!
تلذذ عبادة ينسيه الألم؟

ثمّ آلام وجروح تلازمنا مدى الحياة.. ولا سبيل للخلاص منها إلا بجعل قدرتنا على التحمل مضاعفة ضعين أو أكثر..
ولعل القارئ يقول.. هذا مستحيل!!
ولكن ننظر لعبّاد.. وغيره كثر.. من غاص في أعماق تعبده لله فوجد ضعف بشريته قد تلاشى ولو للحظات لأنها استمدت قوة السماء..

طالما حلّقنا بعيداً مع سوبرمان.. وهو كلما خارت قواه طار عاليّاً وبسط ذراعيه أمام الشمس مستمداً منها زاد جديد..
وغيره في عالم خيال الأفلام كثر..
ولكن لنعد إلى أرض الواقع مع عبّاد .. لا أرى نفسي أطيق ما طاق..
ولكن.. هل من الممكن أن أجد زاداً ولو قليل وأنا أقف بين يدي ربي أشد به عضدي؟
هل من الممكن أن أقوي ضعف بشريتي ولو قليل بتلاوة كلماته سبحانه؟
لعل ذلك ممكن!
لعل ذلك ممكن!

 

أ. نهى العمري